الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةالمميزةهل سيعود هذا المغترب إلى حضن عائلته بعد 40 سنة غياب؟

هل سيعود هذا المغترب إلى حضن عائلته بعد 40 سنة غياب؟

غادر عمار فيران بلدته الصغيرة بأعالي جبال بابور بسطيف، منذ ما يزيد عن الـ40 عاما، قاصدا فرنسا وبالضبط باريس، بحثا عن العمل وتأمين حياة أفضل له ولعائلته، لكن ما حدث مع هذا المغترب كان مغايرا.

المغترب عمار فيران ترك الجزائر في الثمانيات

هاجر عمار فيران، مع بداية الثمانينات، مثله مثل كثير من أبناء بلدية بابور بسطيف آنذاك، إلى فرنسا، واستقر بها بحثا عن حياة أفضل، تاركا خلفه زوجة وطفلين أحدهما في عامه السادس والآخر لم يكمل عامه الأول.

بابور بسطيف

تكبدت الزوجة بمفردها مصاعب الحياة، في منطقة تعرف بقساوة طبيعتها، فبعد سنوات من الغياب لم تعد تصلهم أي معلومات عن الزوج المغترب الذي غادر بحثا عن حياة أفضل لعائلته لكن يبدو أن ظروفه قد تغيرت.

تحملت الزوجة المسكينة وهي في ريعان شبابها، كل عواصف الحياة، وكانت قوية أما هزات القدر التي تركتها بمفردها مع طفلين ومسؤوليات بحمل جبال، منتظرة عودة شريك حياتها إلى حضن أسرته الصغيرة، ولكن كما يقال تهب الرياح بما لا تشتهي السفن.

الانتظار طال….

انقطاع أخبار المغترب عمي عمار، كان قاسيا جدا على زوجة وطفلين، لكن أمل عودته في أي لحظة كان كفيل بتحملها المزيد من المعاناة من اجل تربية صغارها، غير أن غياب الشريك طال، وبدأ القلق يتسلل إلى قلب الزوجة المسكينة.

ومثل كل أمّ فإن غريزة حب صغارها والتضحية لأجلهم كانت أقوى من أن تنكسر في وجه المصاعب التي توالت عليها، بعد توالي سنوات الغياب وغياب الزوج وانقطاع أخباره.

وحسب شهادات حية من جيران وأقارب عمي عمار، المدعو الزكرامي، فإن غيابه ترك علامات استفهام كثيرة في المنطقة، فمنهم من كان يقول أنه تزوج وأعاد بناء حياته في الغرب، إلا أن بعض من مقربيه نفوا ذلك، فما القصة؟

انقطاع الأخبار والمعلومات عنه لسنوات طويلة…

لا تهم التفاصيل والأسباب التي جعلت عمي عمار، ينسى أسرته الصغيرة، ولا يعود إلى بيته وأهله لسنوات طوال، فكما يقال “الغائب حجته معه”، المهم أن سنوات غيابه طالت وأمل رجوعه بدأ يتناقص.

كبر طفلا عمي عمار، رغم صعوبة المهمة لزوجة كانت تعيش على أمل عودة شريكها يوما، وجدت نفسها مجبرة على لعب دور الأب والأم في نفس الوقت.

الابن قرّر البحث عن والده بعد 40 سنة غياب

عملية البحث عن عمي عمار لم تتوقف يوما، فكل من يقصد باريس من أبناء المنطقة يسألون عنه، وهناك حتى من التقوا به السنوات الأخيرة لكنه للأسف لم يرغب في العودة إلى أرض الوطن.

الابن نصير فيران

لكن أمل ابنه الأصغر نصير فيران الذي تركه والده وهو لم يكمل عامه الأول قرر طرق جميع الأبواب لعودة والده إلى حضنهم، فأمام قلة إمكانيات العائلة لم يتمكنوا من التنقل إلى باريس للبحث عنه، لكنهم اتصلوا في السنوات الماضية بجمعيات بفرنسا وأكدت لهم انه حي يرزق.

وحسب شهادات من محيط المنطقة التي ينحدر منها عمي عمار، فإن هذا الأخير ولدى اتصال الجمعية به والقيام بجميع الإجراءات والوثائق قرر في آخر لحظة عدم العودة، ما طرح تساؤلات عدة آنذاك.

نصير فيران

برلماني سابق عن الجالية الجزائرية بفرنسا يتدخل

اتصل الابن نصير فيران، بالنائب البرلماني السابق عن الجالية الجزائرية بالخارج، سمير شعابنة، منذ 15  يوم تقريبا، وكانت رسالته ه البحث عن الوالد الذي ترك الجزائر منذ 40 سنة كاملة.

ونشر سمير شعابنة عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، نداء الابن يومها، على أمل العثور على عمي فيران.

العثور أخيرا على الوالد

وبالفعل وبفضل جهود البرلماني السابق، وذوي البر والإحسان بفرنسا فقد تم العثور أخيرا على المغترب عمار فيران، بأحد نوادي المسنين بباريس.

مكان إقامة المغترب بباريس

ونشر سمير شعابنة صور المغترب مرفوقة بفيديو من مكان إقامته بباريس، وقال ” بشرى سعيدة  بعد 40 سنة من الغياب لا يزال على قيد الحياة”.

وتمنى أن يحدث اللقاء قريبا مع عائلته قائلا “مبروك على الابن الذي لم يرى أبوه منذ أربعون سنة والأخ الثاني الذي أصيب المسكين بإعاقة نفسية بسبب فراق الوالد والزوجة التي تكبدت معاناة تربية الأطفال لوحدها”.

وأضاف “لا أدري كيف سيكون رد العائلة بعد مشاهدة هذه الصور؟ “.

هل سيعود بعد 40 سنة من الغياب؟

من خلال فيديو نشره سمير شعابنة، من داخل نادي المسنين بباريس، ولدى سؤال أحد أعضاء جمعية مختصة في هذا الشأن، فإن عمي عمار لازال يرفض فكرة العودة إلى أرض الوطن.

وقال عمار فيران صاحب الـ83 عاما، أنه سيعود إلى عائلته بعد عام ونصف، وبعد سؤال عضو الجمعية أن عام ونصف مدة طويلة فعائلته مشتاقة إليه وتود رؤيته، أجاب بأنه سيعود قريبا، لكن كانت إجاباته مضطربة وكأنه يعاني من ضعف في الذاكرة أو ما شابه.

واقترح عضو الجمعية على عمي عمار، قدوم ابنه إليه بباريس، لكنه رفض ذلك، وقال أنه هو من سيذهب قريبا لكنه متمسك بقرار العودة بعد عام ونصف، فهل سيعود عمي عمار إلى عائلته بعد 40 سنة من الغياب؟.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

أخر الاخبار

error: المحتوى محمي !!