بلغ عدد السياح الجزائريين الذين توافدوا على تونس 61 ألف سائحا منذ فتح المعابر الحدودية في 15 جويلية، فهل المغترب الجزائري يفضل هذا البلد كوجهة سياحية؟
يبدو أن تونس لم تعد تستهوي السائح الجزائري بدليل عدد الجزائريين الذين فضلوا قضاء عطلتهم الصيفية في هذا البلد، والذي لم يتعدى 25 بالمائة من النسق العادي لتدفق السياح الجزائريين على تونس في نفس الفترة.
السياحة المحلية تستهوي المغتربين
شكل توافد الجزائريون المغتربون على الجزائر لقضاء عطلتهم الصيفية متغيّر مهم في معادلة السياحة المحلية، أين يختار الكثير منهم شواطئ الجزائر كوجهة مفضلة لقضاء عطلتهم.
شلل تام في قطاع السياحة لقرابة الثلاث سنوات جعل أبناء الجالية يحنّون إلى بلدهم الأم ويتوافدون بكثرة هذا الموسم، رغم المشاكل التي لا تزال تعرقل الكثيرين منهم على رأسها غلاء أسعار التذاكر إلا أن الكثيرين زاروا الجزائر بعد غياب طويل وفضلوا الاستمتاع بشواطئها.
تابع أيضا 15 شاطئ بالجزائر
شواطئ سكيكدة، جيجل ووهران مقصدهم
تعتبر شواطئ سكيكدة، جيجل، القالة، وهران…. مقصد للكثير من أبناء الجالية الذين يقضون عطلتهم الصيفية في الجزائر، ويختار السائح الجزائري المغترب أجمل الشواطئ التي تضمن له الراحة والاستجمام فتجده يفتّش عن أجمل المناطق في الجزائر ليزورها قبل عودته إلى ديار الغربة.
وعلى الرغم من ثنائية ارتفاع أسعار الفنادق وتدني الخدمات، إلا أن المغترب يفضل الاصطياف في شواطئ بلده على التنقل إلى دول مجاورة، وتقول “ليندة” إن أسعار كل شيء على المدن الساحلية يرتفع، حتى قارورة الماء لا تباع بنفس الثمن، يجب إعادة التفكير بكل هذا للنهوض بقطاع السياحة.
تقول “و.ل” مغتربة قادمة من فرنسا إنها متواجدة بالجزائر منذ الفاتح جويلية وتستغل فترة مكوثها لزيارة أكبر عدد ممكن من الأماكن السياحية، حيث زارت لحد الساعة أجمل شواطئ جيجل الساحرة، وكذا شواطئ سكيكدة، في انتظار دورية نحو الغرب لزيارة أهم الشواطئ بولايات وهران ومستغانم.
أما “محمد” مغترب منحدر من الغرب الجزائري فقال إنه زار أهم الشواطئ الغربية التي استهوته وجعلته لا يفكر في زيارة المزيد كون عطلته الصيفية قصيرة ولا تسمح له بالتنقل لمناطق أخرى.
السائح المحلي يفرّ لتونس
على الرغم من تراجع أرقام توافد الجزائريين على الجارة تونس لقضاء العطلة الصيفية، إلا أنها تبقى وجهة سياحية للسائح المحلي الذي يفضّل تونس على الجزائر، بالنظر لما يوفّره هذا البلد من خدمات سياحية متميزة، ونقص تكاليفها خاصة للذين يختارون التنقل عبر الحدود البرية، فإنهم يوفّرون مصاريف إضافية .
في السياق يقول “سليم” من منطقة داخلية إنه يفضل قضاء أسبوع في تونس على أن يقضيها في أحد الشواطئ الساحلية كون المصاريف هنا مضاعفة، فقضاء أسبوع بتلمسان يكلفك 9 ملايين سنتيم أو أكثر، ويضيف إنه يتنقل لتونس برّا ما يجعله يوفّر الكثير من المال.
تونس تراهن على مليون سائح جزائري
وحسب تصريح لمدير الأسواق السياحية بالديوان التونسي للسياحة ماهر القليبي، في تصريح لإذاعة تونسية محلية، أن عدد السيّاح الجزائريين بلغ 61 ألف سائح، خلال النصف الثاني من شهر جويلية 2022.
وتراهن تونس على بلوغ نحو مليون سائح بعد عودة السوق الجزائرية إلى نسقها العادي بداية من 15 أوت 2022، أين قدمت مختلف التسهيلات لضمان دخول الجزائريين.
من أهم الإجراءات التي اتخذتها السلطات التونسية لإنقاذ موسم السياحة إعفاء الجزائريين من إلزامية إجراء اختبار الكشف عن فيروس كورونا PCR عند مغادرة تونس، ويشمل هذا القرار جميع المعابر الحدودية، تجسيدا للعلاقات المتميزة بين تونس والجزائر.
11 ألف جزائري دخلوا تونس عبر معبر ملولة
سجل معبر ملولة الحدودي بين تونس الجزائر دخول أكثر من 11 ألف جزائري بتاريخ 26 جويلية 2022، منذ إعادة فتحه في 15 جويلية الجاري، في الوقت الذي تعول السلطات التونسية على استقبال المزيد من السياح عبر مختلف المعابر الحدودية شهر أوت كونه يعتبر فترة ذروة التوافد على تونس.