الخميس, ديسمبر 5, 2024
الرئيسيةالمميزةندى مهري: كاتبة وإعلامية جزائرية بنت نفسها بنفسها

ندى مهري: كاتبة وإعلامية جزائرية بنت نفسها بنفسها

ضيفتنا هذه المرة كاتبة وإعلامية جزائرية مقيمة بالقاهرة،اتصلت بها “جريدة الجالية” للحديث عن مسيرتها. ندى مهرى التى صنعت نفسها بنفسها وعرفت بالعصامية،  بدأت رحلتها في مجال الاعلام السمعي والمقروء ومجال  الشعر والقصة القصيرة، وقصص الأطفال منذ تسعينيات القرن الماضي بالجزائر، وأكملت رحلتها بالقاهرة التي كانت بداية لمغامرة مجهولة النتائج ولكنها تؤمن بالخروج من منطقة الراحة لتحقيق الذات وصناعة التغيير بحسب قولها

عملت في بداية الألفية الجديدة معدة ومقدمة لبرنامج “الجسر” للتلفزيون الجزائري من القاهرة” وهو برنامج يهتم بأحوال الجالية الجزائرية في مصر، ثم توسعت تجربتها الاعلامية في الصحافة المصرية والعربية فضلا عن  اتساع تجربتها  وأدواتها الأدبية.

أعطت الكثير على مدار أكثر من عقدين، وجمعت بين ألوان أدبية كثيرة، حيث برزت في الشعر، والقصة القصيرة  وقصص الأطفال  وصولا الى الرواية الذي جعلها كاتبة شاملة، وجعل أعمالها محل تكريم وتشريف حيثما حلت وارتحلت فكانت خير سفيرة للمرأة الجزائرية المثابرة، وهذا الحوار أجريناه مع الأديبة والإعلامية الجزائرية  ندى مهري تزامنا وصدور الطبعة الانجليزية من رواية “مملكة الأمنيات”  الموجهة لفئة الشباب .

*بداية نتوجه لك بالتهنئة بمناسبة صدور النسخة الانجليزية من رواية الخيال  “مملكة الأمنيات”،  فما المنطلق الذي تعتمدين عليه في الكتابة ؟ ولماذا انتقلت للترجمة  وما هدفك منها؟

كل الشكر لجريدة ” الجالية الجزائرية “على التهنئة. منطلقي في الكتابة  كما في الحياة هي الانسانية والتنوع، والترجمة تدعم هذا التنوع ، وهي ليست وليدة اللحظة بل هي معروفة منذ القدم لما لها من أهمية قصوى في نقل المعرفة وتعايش الشعوب،  ودون الترجمة  لما تطورت  مختلف العلوم والآداب  وظلت الانسانية معزولة عن بعضها البعض.

وفي العصر الحالي تكاد تكون  الترجمة  مطلبا أساسيا للجميع ،  للمسافر في تنقله وللطالب في تعلمه وكذلك في مجال الأعمال والمشاريع التجارية والصناعية والتكنولوجية وفي كل المجالات  فضلاً عن ضرورة هذا الجانب الإبداعي، الذي يفتح على العالم حواراً فكرياً وفلسفياً وانسانيا مشتركا. مما يولد حراكا ثقافيا ومعرفيا. ودورنا  ككتاب ننتمي الى الحراك الفكري أن نوصل رسائلنا الى الآخر ليتعرف على ثقافتنا العربية بمختلف روافدها. ولعل التطور التكنولوجي ساعد على هذا الاقتراب وهذا ما أكدته المرحلة الراهنة إثر تفشي جائحة كورونا في العالم واللجوء إلى استخدام التكنولوجيا والعيش في عالم افتراضي كبديل  مؤقت للعالم الواقعي.

 *كيف ترين الأدب في زمن جائحة كورونا .

لقد مرّ الأدب بالعديد من الأزمات  والجوائح على مدار العصور، وهو الوحيد الذي كان قادرا على تخليد الأحداث وتوثيقها، وهو حتما سيلعب دورا مهما لنقل هذه التجربة المريرة التي مست البشرية جمعاء، والأكيد أن ذات الجائحة ستعطي الأدب بعدا جديدا يتعلق بالخيال والكتابة الإستشرافية والقراءات المستقبلية، وهو من سيحرك الكثيرين حول العالم للكتابة في محاولة للتعبير عن آلامهم وتجاربهم.

*لنعد بك قليلا الى الوراء  بداياتك  كانت في الشعر،  فهل  تفوقت ندى القاصة والروائية على الشاعرة ،وما هي أنجح قصائدك ؟

ربما تفوقت ندى القاصة والروائية على الشاعرة أو ربما يمر المبدع ويتنقل بين مختلف الفنون إلى أن يلتقي بشغفه الحقيقي، أوربما يتفوق في العديد من الفنون   لكن خلال هذه الرحلة سيظل المبدع متشبثا بكل ما مر به من تجارب ومحطات أدبية،  ولذلك تجد كتاباتي النثرية تتميز بروح الشعر.

وآخر قصيدة كتبتها سنة 2004 وكانت مرفوعة إلى روح والدي الراحل رحمه الله بعنوان “وحي الماء ، ومن بين القصائد التي أعتز بها قصيدة ” مسافر” التي اختيرت مع مجموعة قصائد لشعراء من العالم العربي والمهجر وصدرت في كتاب “الحركة الشعرية المعاصرة بأمريكا”، كما شاركت مع مجموعة شعراء في كتابة لحظة البيت الأول من القصيدة، وصدر الكتاب الذي أعدّه كل من الشاعر”محمد حلمي الريشة” والشاعرة “آمال رضوان” بعنوان “الإشراقة المجنحة” بفلسطين.
كما نشرت قصيدتي “رفقا بصمتي  “في كتاب ضم جميع النصوص الشعرية  للشعراء المشاركين في الأمسية الشعرية التي عقدت على هامش المعرض الدولي للكتاب بالاسكندرية سنة 2015.

-حدثينا عن كتاباتك في مجال أدب الأطفال؟

لدي مجموعتان قصصيتان في مجال أدب الطفل، تحمل المجموعة الأولى عنوان “أميرة النجوم” وهي المجموعة التي تحصلت بها على جائزة الشارقة للإبداع العربي عام 2009. وتحمل المجموعة الثانية عنوان “لعبة الألغاز”، والتي صدرت ضمن سلسلة قطر الندى التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة سنة 2013. بمصر.

*وهل نشرت قصصك بالجزائر؟.

لم تنشر أعمالي بالجزائر، ولكنني سررت جدا باختيار كل من قصة “أميرة النجوم”و “سر خولة” ضمن المنهاج المدرسي لتلاميذ الصف الثالث والرابع بالجزائر ، وذلك منذ سنة 2007 ولسنوات طويلة. كما تدرس قصة “أميرة النجوم “التي أعادت طباعتها دار أصالة للنشر عام 2014، بلبنان للمرحلة الخامسة متقدم.
كما اخطط لتوزيع رواية مملكة الأمنيات بالجزائر بمجرد عودة الحياة الطبيعية وتحسن الظروف الصحية العالمية بسبب تفشي جائحة كورونا

وماذا عن تجربتك الروائية الموجهة لأدب الشباب وكيف ترين  واقع الكتابة الموجهة للشباب في الوطن  العربي ؟

بداية  رواية “مملكة الأمنيات”  الموجهة للشباب  هي تتمة   لقصة  “أميرة النجوم”  الموجهة للأطفال والتي كتبتها  بالجزائر سنة 1996،  شعرت أن هذه القصة القصيرة تحتاج الى تكملة وتطوير وكأن أبطالها يطالبونني بحقهم في النضح والمزيد من البوح والمغامرات بعد مرور كل هذه السنوات، فقررت أن أخوض تجربة الرواية، وقد لاقت ترحيبا اعلاميا وأدبيا في مصر، ولطالما مصر كانت  ولا تزال أرضية ثقافية وفكرية مميزة  تشجع الابداع بمختلف فنونه وتحتضن الأقلام العربية بمحبة، دون أن أنسى الاهتمام  الواسع  والجميل  للصحافة الجزائرية  بالرواية.

كما أود أن اشير الى أنه هناك بعض الكتابات تدخل  في إطار أدب الراشدين لاقت رواجا لدى  بعض الفئات العمرية من الطفولة  مثل  دون كيشوت  للكاتب الاسباني سرفنتاس، ورحلات جوليفر  للكاتب الايرلندي ” جوناثان سويفت ” وربنسون كروزو  ل” دانيال ديفو.

أما بالنسبة للكتابة في مجال أدب الشباب في الوطن العربي فأرى أنه قليل جدا وأتمنى المزيد من الاهتمام بهذه الفئة المحاصرة بين أدب الكبار والصغار، وأنا على يقين اذا وجدت هذه الفئة ما يمثلها في الوطن العربي من انتاج أدبي وفكري  واجتماعي سوف ترتفع نسبة المقروئية بشكل كبير جدا، والدليل ميل هذه الفئة لقراءة الكتب المترجمة وحتى القراءة بلغتها الأصلية، كذلك  يجب الاهتمام بانتاج الأفلام  والبرامج النوعية  والرسوم المتحركة  لهذه الفئة.

إن الغرب تفنن  في  استيعاب هذه الشريحة ودعم كتابها وحتى انتاج أفلام ومسلسلات ليست روائية فحسب بل تتناول مختلف القضايا التي يعيشها الشباب  في هذه المرحلة العمرية. كذلك غير الكثير  من الصور النمطية  في مضامين الأفلام،  ونذكر على سبيل المثال الإنتاج السينمائي بالولايات المتحدة الأمريكية  لأنه الأكثر رواجا على المستوى العالمي،  نجده أعاد صياغة بعض المفاهيم في بعض القصص العالمية الخالدة، وأعاد كتابة  نهايات جديدة لهذه القصص، فمثلا مشاعر الحب لم تعد مقتصرة على علاقة البطل بالبطلة، وأن تنتهي مشاكل البطلة بوجوده في حياتها، فالأميرة النائمة قد تنقذها محبة الساحرة الشريرة التي أطلقت عليها لعنة جعلتها نائمة في أول الأمر، وأن بياض الثلج لا ينقدها الأمير بل ينقذها ذلك  الشاب صائد المكافآت الذي أرسلته الساحرة للتخلص منها وهنا تنقلب الأحداث وتقود الأميرة جيشا لاستعادة  مملكتها من الساحرة الشريرة، بل قد تنقذ البطلة مشاعر  المحبة التي تحملها الأخت الى أختها مثل ما شاهدنا في فيلم الرسوم المتحركة ”فروزن”.

  -كتبت السيدة  سليمة سواكري  الوزيرة المنتدبة المكلفة برياضة النخبة كلمة على غلاف  الرواية ، ماذا تمثل هذه الكلمة؟

عندما طلبت من السيدة سليمة سواكري أن تكتب لي  كلمة رحبت  بطلبي رغم انشغالها، أحببت حرصها واهتمامها، وأغتنم  الفرصة لأتوجه اليها  بفائق الشكر والتقدير بتفضلها لكتابة هذه الشهادة التي أسرتني بكلماتها المشجعة والمعبرة  وهذا ليس جديدا على هذه السيدة  الخلوقة  الرائعة والسخية  لأنها تتميز بدعمها الدائم وتشجيعها للإبداع والمبدعين في كل المجالات.

 ما هي مشاريعك القادمة

سأواصل الكتابة في مجال فئة الشباب جنبا إلى جنب مع مشروع الترجمة وحاليا أنا بصدد ترجمة مملكة الأمنيات إلى اللغة الفرنسية، ولعل أكبر ما يشغلني هو تحويل الرواية إلى كتاب صوتي موجه لأحبتي المكفوفين، وهذا المشروع قريب من قلبي جدا،وسيكون الكتاب في سياق درامي ويعتمد على أكثر من راوي لتعدد الشخصيات في الرواية إضافة الى مزجه بمؤثرات صوتية وموسيقى، كذلك الكتاب الصوتي بشكل عام إضافة الى دوره الإيجابي في مساعدة فاقدي البصر كما هو وسيلة فعالة للمبصرين للإستفادة من الوقت، حيث يمكنهم من الإستماع للكتب أثناء القيادة أو ممارسة الرياضة ، أو أثناء القيام بالأعمال المنزلية وغيرها.

حاورتها راضية حجاب

 

 

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

أخر الاخبار

error: المحتوى محمي !!