الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةأخبارالجزائري حسّان جوّاد:"الدول الأجنبية هي من تجني اليوم ثمار الكفاءات الجزائرية"

الجزائري حسّان جوّاد:”الدول الأجنبية هي من تجني اليوم ثمار الكفاءات الجزائرية”

“العلاقة بين الكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج ورجال السياسية  غير الوطيدة “

 أكد الباحث الكيمائي حسّان جوّاد الجزائري المقيم بفرنسا حاليا  في حوار لموقع “الجالية الجزائرية” أنه لابد على الجزائر اعادة النظر في منظومتها في شتى المجالات، وتقديم تحفيزات  اللازمة للكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج  قصد المساهمة في  تنمية الوطن خاصة وأن  العلاقة  بين الكفاءات المقيمة بالخارج وأصحاب القرار بالبلاد تتميز بأنها غير وطيدة، ضف الى ذلك حالة الاحباط التى يشعر بها  جل الكفاءات.

حاورته  : شهيرة حاج موسى

 

  نرحب بك الاستاذ والباحث حسان جواد الجزائري بداية ً هلا منحتنا لمحة بسيطة عن مشوارك الفكري والبحثي؟

شكرا لكم على الاستضافة،  درست في قرية صنعاجة ببلدية عين الكرمة  بولاية الطارف  تم انتقلت الى  ثانوية بوحجار ثم الى جامعة عنابة تخرجت  منها عام 1990.  كنت مهتم كثيرا بالنباتات الطبية كان اختصاصي الكيمياء،ثم انتقلت للتدريس في ليبيا كمدرس جامعي ،ثم عدت الى الجزائر درست لغة فرنسية باحدى الثانويات بتبسة  ثم  اشتغلت بصيدلية بالاضافة الى أنني كنت  مهتم بالكل التحضيرات الصيدلانية  وكل ما يخص الكيمياء الطبية.  بعدها انتقلت إلى تونس لاستكمال الدكتوراه مرحلة ثالث  بكلية علوم و كنت مهتم بالنباتات الطبية، كما زاولت دراساتي   بكلية الصيدلة بمنوستير بتونس بالتعاون مع مؤسسة فرنسية مهتمة بالنباتات الطبية، وفي عام   1991  حال تخرجي اصدرت كتاب تثقيفي علمي الموسوم بـ”لنقي أنفسنا من السيدا” نشر في تونس في 1995 بتشجيع من الوزير  الصحة التونسي انذاك، كما خُصصت لي حصة إذاعية تثقفية  تهتم بالنباتات الطبية  والامور العلمية بإذاعة تونس،  ثم انتقلت إلى فرنسا أين زاولت دراستي بمونبوليه بالمعهد المختص بالبحث والدراسات حول النباتات الطبية،  ثم  بكلية الصيدلة بمرسيليا لدراسة  الجانب التجميلية انطلاقا من النباتات الطبية  . واشتغلت بعدة شركات تهتم بصناعة مواد التجميل و مواد التنظيف  وبعض المواد الكيمائية الطبيعة، ثم أسست بالجزائر  مكتب دراسات في الجزائر معتمد من قبل وزارة البيئة لكن لم اشتغل كثيرا بهذا المكتب نظرا  لظروف خاصة   ، أسست مكتب للدراسات بتونس معتمد من قبل وزارة  التكوين المهني والتشغيل قمنا بعديد الدورات هناك مؤطر من قبل استاذة لفائدة متدربين في مجال تصنيع مواد التجميل الطبيعية.

كيف ترى العلاقة بين الكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج وكذا رجالات السياسة وصناع القرار في البلاد؟

 هي  العلاقة صعبة نوعاً ما كما أنه ليس هناك علاقة وطيدة بين الكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج وصناع القرار بالبلاد،  هناك حالة احباط يعيشها المفكر والباحث في الخارج لأنه مستغل من قبل شركات ومؤسسات ومراكز بحث بالخارج، فكيف لهذه الكفاءات التي درست بالجزائر للأسف الشديد نجد ان الدول الاجنبية هي من تجني الثمار،  كما انه هناك هوة كبيرة بين الكفاءات المقيمة بالخارج و كما ان السياسة لا تصنع البحث العلمي في العالم  ولو مراكز والبحث تفرض نفسها بالأبحاث معينة لا نستطيع ان نقول هناك علاقة

حميمة بين السياسة والبحث العلمي، للأسف الشديد وهذا راجع إلى أسباب عدة منها  ان صناع القرار هم بمجرد الحديث  أو ايصال فكرة لمن انتخبهم  تجدهم عاجزين على  تكوين جملة  فما بالك أن يخوضو في مواضيع البحث العلمي، حيث اننا كباحثين نتمنى ان تتغير الأمور مع الجزائر الجديدة، خصوصا المقيمين بالخارج حيث لما يعود الى ارض الوطن لاستثمار او الاستقرار او التدريس  بحيث لا يجد الأشياء التي تشجعه على البقاء بإضافة إلى أن ليس هناك محفزات كافية تجعله يتخذ القرار ويعود لأرض وطنه.

ماذا تقترح كباحث لتحقيق اشراك حقيقي بين الكفاءات المقيمة بالخارج و الكفاءات داخل الوطن؟

 بالنسبة لهذه النقطة هناك شقين اثنين الاول يتمثل في توطيد العلاقة بين الجامعة  الجزائرية ومؤسسات البحث العلمي ومعاهد المختصة التي تتواصل مع باحثين مقيمين بالخارج وانشاء جامعات صيفية ومنتديات ولقاءات للأسف الشديد الباحث الجزائري مغترب هنا وهناك لأنه للأسف الشديد ان الباحثين لما يعود الى الجزائر ليس هناك أدنى اتصال أو رد اعتبار أو تكريم، هناك العديدة من باحثين لا نعرفهم وهنا يكمن دور الاعلام للتعريف بهم وانجازاتهم. وربما ربط علاقات بباحثين  وجامعات وخلق منتديات دورية.

لكننا أستاذ نجد في نفس الوقت  أغلب الكفاءات لا تستثمر في أرض الوطن؟

 بناء عن تجربة شخصية تمثلت في إنشاء مكتب دراسات  حيث انني أردت ان استثمر في البلاد   فمنذ 2013 هو لحد اليوم لا يشتغل لانهم لم  تفسحوا لي فرصة العمل بهذا المجال مجال النبات الطبية  نظرا لعدة أسباب منها ما تعلق بمديرية البيئة  بالإضافة الى انه لابد الدولة سن  قوانين تشجع على الاستثمار بحيث انني مثل 2013 لم اشتغل بمكتب لكن مطالب بدفع ضرائب قبل بداية العمل بحيث لابد أن تكون هناك سياسة تشجع على بالاستثمار دول مجاورة التي تفتح باب الاستثمار.

أيضا نجد أن هناك خوف مما يأتي بالخارج لا ندري لما، فكثير من الباحثين والاساتذة لهم الرغبة في دخول والاستقرار بالأرض الوطن كما أننا لا نشترط نفس ظروف العمل والراتب  بحيث ما نبحث نحن عليه ككفاءات مقيمة بالخارج قليل من الاعتراف والتشجيع من قبل السلطة .وهذه نقطة تحُول دون عودة الكفاءات للاستثمار في أرض الوطن.

هل سبق وان شاركتم في لقاءات لكفاءات جزائرية مقيمة بالخارج؟ كيف كان انطباعك؟

 لم تكن لي مشاركات في لقاءات لكفاءات جزائرية مقيمة بالخارج بالجزائر، باستثناء لقاءات خاصة بالجالية بفرنسا منظمة من قبل السفارة الجزائرية بفرنسا التي تعكف على استدعاء اصحاب الخبرة والكفاءة حيث تنظم ندوات ولكن لا تثمر بشيء بحيث لا تليها قرارات أو أشياء ملموسة من الجانب العلمي وحتى الاقتصادي حيث أن هناك الكثير من الجزائريين يودون الاستثمار كون ليس هناك منظومة تشجع على الاستثمار بالجزائر حيث من الضروري توفير الشروط اللازمة حتى يتشجع الجزائري المقيم بالخارج للاستثمار بأرض الوطن. فكل الجزائريون يحبون الوطن لكن لكل  واحدة تجربته الشخصية الى تحول دون العودة الى أرض الوطن والعزوف عن الاستثمار به.

كيف ترى واقع البحث العلمي في الجزائر في الوقت الراهن؟

ولله صعب الحديث عن واقع البحث العلمي في الجزائر حسب اتصالي بالأساتذة هناك بأرض الوطن يقولون ان رديء جدا ولكن يمكن ان يتطور  بحيث لابد أن يتطور البحث العلمي ليكون تطبيقياً لان العديد من اطروحات الدكتورا والماستر..تقوم على أساس مواضيع تنتهي بمجرد انتهاء من مناقشة الرسالة  في حين أن البحث العلمي في عالم مبنى على بحوث تطبيقية ويُجيب على الاسئلة ويقوم على حل مشاكل واقعية في شتى المجالات. وهذا هو البحث العلمي  الذي لابد ان يكون في جامعات الجزائر اليوم والذي يعود على المواطن البسيطة بالفائدة ويحل مشاكل عدة في صناعة والفلاحة وشتى المجالات. لذا لابد ان تكون هناك منظومة تقوم على البحث التطبيقي والتجارب.

في رأيك استاذ ماهي الاسباب التي تقف وراء عزوف  الطلبة المتفوقين المتحصلين على منحة للدراسة بالخارج في العودة إلى الجزائر بعد نهاية فترة دراستهم هناك؟

أسباب عدة خاصة واننا اليوم نرى من شباب من يفضل الموت في البحر على البقاء في أرض الوطن يعود الى عدة عوامل منها انعدام ثقة بالنسبة للطلبة المتحصلين على منحة من قبل الدولة للدراسة في الخارج وفي بعض الأحيان تجد البعض منهم  يتجهون إلى عمل أشياء يدوية  بسيطة ويتخلون عن الدراسة وهذا شيء مؤسف حقا، وان فكرة البقاء بالخارج كان حسب  ظروفه وميولاته، ايضا الطالب الجزائري لا يجد الفضاء يشجعه على العودة لأرض الوطن، كما كان الشأن في عهد هواري بومدين حيث كان الطلبة يتقون الى ارض الوطن للعمل وخدمة أبناء الوطن، فالأمور تغيرت بشكل عجيب، أيضا بالنسبة للتربصات تمنح لأشخاص في اواخر مساره  المهني ولا تمنح للشباب وطلبة  حتى يستفيد وينقل هذه الخبرات فالشباب هو الأولى بالتربصات التي من شأنها جلب طرق جدية للتدريس والبحث العلمي.

وتعود الأسباب إلى أن الطالب لما يذهب للخارج يجد الجو المناسب لطرح ابداعاته، ويجد تشجيعات عكس ما هو موجود في ارض الوطن. بحيث لابد أن الدولة ان توفر محفزات تجعل الطالب يرجع لأرض الوطن، خاصة أن التلميذ في طور النهائي لما تمنح له منحة من قبل الدولة للدراسة في الخارج هو يفكر أن لن يعود لأرض الوطن بشكل تلقائي

كلمة أخيرة

نرجو فتح فضاءات للتشاور والتعاون وفسح المجال أكثر للكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج للأدلاء بآرائها حتى في منظومة التربية وإنشاء مجالس تقوم على أساس أستاذة مقيميين بالخارج واخريين داخل الوطن واقامة بحث علمي مشترك بتالي يحس الباحث المقيم بالخارج أنه مرغوب به  في أرض وطنه بحيث تكون له شحنة ايجابية ورغبة في تغيير أشياء  ويبدع ولكن في بعض الاحيان لا تقابل  ارادته باستجابة  وهذا يشكل نوع من الاحباط وهذا ما تعيشه الكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج. حتى ان خاض أي كفاءة جزائرية  التجربة مرة  في الاستثمار في أرض الوطن فهو لا يفكر في اعادتها لأنه مر  بظروف قاسية وصعبة وبروقراطية وسلوكيات فهو يحس بحالة إحباط وفقدان ثقة سواء الكفاءات القيمة بالخارج أو التي تقيم بأرض الوطن.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

أخر الاخبار

error: المحتوى محمي !!