السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبارتأخر الحكومة في اجلاء العالقين زاد من تازم الوضع

تأخر الحكومة في اجلاء العالقين زاد من تازم الوضع

بعد تأخر الحكومة الجزائرية في اجلاء كل الجزائريين العالقين في الجزائر، وحتى افراد للجالية الجزائري ذوي الحالات الاستعجالية، في بداية انتشار فيروس كورونا، وحتى بعد تراجع عدد الاصابات، زاد من تازم الوضع حاليا لهاته الفئة، التي فقدت الأمل في عودة فتح الحدود في ظل الظروف التي تعيشها الجزائر حاليا جراء الموجة الثانية.

جريدة الجالية تحدثت مع مختصين لإثارة هذه المشكلة ومحاولة ايجاد حلا لها.

يرى الدكتور ،حسام الدين زعيمش، طبيب إنعاش و تخدير بألماني، بخصوص هذا  موضوع ، قرار إغلاق الحدود في أوج موجة كورونا الأولى كان قرار صائب كما فعلت أغلب الدول و ذلك ما أجل منع انتشار الفيروس و تجنب إصابة اكبر عدد من الناس و خصوص أصحاب الأمراض المزمنة و الكبار في السن.

و لكن مع مرور الوقت و انخفاض أعداد الإصابات واستقرار الوضع الصحي إلى حد ما كان من الأجدر التفكير بمرونة و حكمة من أجل إيجاد حل وسط كما يفعل قائد الطائرة، لما يحلق هو يفكر في العشر دقائق القادمة، لذلك تجده مستعد دائما لأي طارئ .

ويضيف محدثنا كما هو الحال في مهنتي كطبيب تخدير، من المفروض يكون عندك تفكير في كل الاحتمالات و التعقيدات، التي يمكن أن تحدث و كيف يمكن علاجها قبل فوات الأوان، أخد نظرة استباقية للأمور تساعد كتيرا على تجنب مشاكل و تعقيدات لو حصلت يكون قد فات الأوان.

لذلك قرار غلق الحدود هو قرار خاطئ في نظري و ذلك لأنه قرار فيه ظلم كبير لأناس ذنبهم الوحيد انهم خرجوا من الجزائر للعلاج، العمل أو السياحة.

واكد الدكتور حسام أنه “ليس من المعقول حرمانك من بلدك بحجة إغلاق المجال الجوي، و نحن نرى أسبوعيا رحلات اجلاء و طائرات أجنبية ذهابا وإيابا من الجزائر.”

“اغلب الدول قامت برحلات اجلاء لرعاياها بغض النظر عن كلفتها”

ويضيف ذات المتحدث “اغلب الدول قامت برحلات اجلاء لرعاياها بغض النظر عن كلفتها او مجانيتها، المهم كانت هناك مبادرة، لو نأخذ فقط الدول المجاورة كمثال، كانت لهم خبرة و حنكة في تسيير الأزمة، لحد الساعة يمكنك السفر إلى مصر، تونس او المغرب المطلوب منك فقط إظهار فحص سلبي قبل الرحلة، بدون فحص لا تستطيع الركوب في الطائرة.

بالطبع يوجد إمكانية الإصابة بالفيروس بعد الفحص و لكن هو نفسه الاحتمال لما تجلس في مقهى او تذهب للتبضع.

وفي الأخير قال محدثنا “أن يشعر الإنسان أن لا وطن يقف ورائه، محروم من زيارة و رؤية عائلته و أهله هو شعور اسوء من الموت بنفسه، الرعايا الجزائريين يعانون من أمرين : مرارة الكورونا و مرارة الانتماء.”

يمكن فتح الحدود  بـ 30 بالمائة للحالات الاستعجالية فقط

قال الدكتور ، كريم حسام، طبيب متخصص في طب الشيخوخة  والتأهيل الطبي، ورئيس جمعية المعرفة والتبادل في مجال الطب، في حديثه لـ” الجالية الجزائرية” أنه كان بإمكان الجزائر اجلاء الجزائريين العالقين بالسرعة المطلوبة.

وأضاف محدثنا ” لكن غلق الحدود في ظروف انتشار فيروس كورونا في موجته الأولى، تم تفهمه لان الحالة كانت عالمية لان كل الحدود اغلقت الحدود ولو بشكل متباين.”

واكد الدكتور حسام أنه بعد تحسن الاوضاع وتسجيل انخفاض جيد لعدد الاصابات بكورونا، عادت جل دول العالم لفتح الحدود مرة اخرى، وتنفس الشعوب الصعداء بالتواصل مع عائلاتهم المختلفة، وحتى اضطر مواطنين الى السفر لبلدان اخرى من أجل رؤية عائلاتهم.

لكن الجزائر استمرت مع بضعة دول في غلق الحدود التام، ويضيف محدثنا أن هذا غير مبرر في نظري كمختص ومن نظرتي العلمية،

كما قال كريم حسام “نحن نشاهد اليوم انه رغم غلق الحدود الا انه تم تسجيل ارتفاع عدد الاصابات بكورونا، وتدهور حالة المستشفيات بسبب هذا الارتفاع.”

وقال نفس المتحدث ان ارافع عدد الاصابات بالجزائر، يفسر و يؤكد ان القضية ليست متعلقة بفتح او غلق الحدود، كما أن المطالبة بفتح الحدود ليس للعالم او للسياح، وانما فتح الحدود للحالات الخاصة والاستعجالية.

وفي الأخير أكد محدثنا أن يمكن للحكومة فتح الحدود تدريجيا بنسبة 30 بالمائة فقط، مع تخصيص مقاعد للحالات المستعجلة.

لا يمكننا ان نحرم ونفرق بين العائلات لمدة تقريبا سنة، استمرار غلق الحدود غير منطقي وغير معقول، ونحن نطالب بفتح حدود خاصة بالنسبة للجالية الجزائرية، من اجل التواصل مع عائلاتهم.

فترة عصيبة يجب تحملها حتى نخرج الى بر الأمان

أما عضو اللجنة العلمية لمتابعة تفشي كورونا في الجزائر، الدكتور بقاط بركاني، فله رأي مغاير حيث أكد ان الجزائر تعاني من امكانيات مادية وبشرية على مستوى المستشفيات، وفتح الحدود سواء في بداية انتشار الوباء او بعد عودة ارتفاع عدد الاصابات مرة أخرى، كان سيدخل الجزائر في دوامة لا يمكن التحكم فيها.

وقال محدثنا انه متفهم الظروف التي يعيشونها افراد الجالية بسبب هذا القرار، إلا أن هذا الوضع مؤقت ويجب التضامن والتعاون حتى نمر هذه المحنى بسلام.

ويضيف محدثنا صحيح ان العديد من بلدان العالم، وحتى المجاورة قاموا بفتح الحدود الا انهم يعيشون الان وضع صحي كارثي، ولم يستطيعوا التحكم في الوضع، بسبب ارتفاع عدد الاصابات وامتلاء المستشفيات بالحالات المستعجلة.

وأشار الدكتور بقاط، أن الجزائر ابقت على حدودها مغلقة وارتفع عدد الاصابات الى 800 اصابة حاليا، فما بالك لو تم فتح الحدود سيتضاعف العدد.

ودعا محدثنا الجالية الجزائرية بالتحلي بالصبر، خاصة وان الافراج عن لقاح كورونا بات قريبا، ما سيجعل الجزائر تعدل في اقتنائه وبالتالي القضاء على الوباء وعودة الحياة الى طبيعتها مع فتح الحدود

شركات النقل تكبدت خسائر مادية كبيرة جراء غلق الحدود لكن مصلحة البلاد والمواطن أسبق

يقول مصدر من الشركة الوطنية للنقل البحري، أن هذه الأخيرة سجلت عجز مالي كبير بسبب غلق الحدود، وتوقف حركة النقل الداخلية والدولية.

ورغم تقديم بروتكول صحي خاص بإعادة عمليات نقل المسافرين بحرا، الا ان اللجنة العلمية وحتى الحكومة لم توافق على ذلك.

ويضيف مصدرنا أن مصلحة الوطن والحفاظ على صحة المواطن أولى من كل شيء، خاصة وأن الجزائر تعاني من نقص الاماكنيات، فرغم الامكانيات التي تحوز عليها كبر دول العالم الا انها لم تتمكن من التحكم في انتشار فيروس كورونا.

أما نزيه برمضان، مستشار لدى رئيس الجمهورية مكلفا بالحركة الجمعوية والجالية الوطنية بالخارج، يقول ان قرار الاجلاء او فتح الحدود يعود و يتعلق بلجنة علمية وقرارات الوزارة الأولى التي تستند لها.

ويضيف محدثنا هناك رخص يومية تقدم لهذه الحالات التي تتطلب ذلك و تعلمين أن الاشهر الأولى من الوباء شهدت جهد كبير جدا للاجلاء، و حتى للحالات الانسانية من خلال منح الرخص ، يبقى الاشكال الكببر هو حالة الغلق المفروض نتيجة الوباء و مثلما يتطلب جهود من الدولة و تضامن من أبناء الجالية ،و هذا ما شاهدناه يوميا و في كل دول العالم الأمر يتطلب صبر أيضا و ستمر بإذن الله الأزمة و تعود الأمور لطبيعتها

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

أخر الاخبار

error: المحتوى محمي !!